إيران تشيع قادة وعلماء نوويين ضحايا الضربات الإسرائيلية في جنازة رسمية

إيران تشيع قادة وعلماء نوويين ضحايا الضربات الإسرائيلية في جنازة رسمية
تشييع ضحايا الضربات الإسرائيلية في جنازة رسمية

انطلقت، صباح السبت، في طهران مراسم تشييع رسمية لستين من القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين الذين سقطوا في الضربات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل، والتي استمرت اثني عشر يوماً قبل أن يتوقف إطلاق النار الثلاثاء الماضي.

وبدأت مراسم التشييع عند الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي، حيث انطلق الموكب من ساحة انقلاب في وسط طهران باتجاه ساحة آزادي، برفقة نعوش ملفوفة بالأعلام الإيرانية، تحمل صور القادة والعلماء الذين قتلوا في الضربات، ورافق الموكب آلاف المواطنين الذين رفعوا الأعلام الإيرانية ولافتات مناهضة لإسرائيل، من بينها شعار "بوم بوم تل أبيب"، وفق فرانس برس.

وشوهد في الصفوف الأمامية الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إلى جانب قائد فيلق القدس العميد إسماعيل قاآني، كما ظهر علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي، متكئًا على عصا إثر إصابته في إحدى الضربات.

شخصيات بارزة بين الضحايا

تضم قائمة المشيعين اليوم قادة كباراً على رأسهم رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة محمد باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، بالإضافة إلى أمير علي حاجي زاده قائد القوة الجوفضائية، أحد أبرز مهندسي برنامج الصواريخ والمسيّرات.

ومن الجانب المدني والعلمي، يُشيع أيضاً عالم الفيزياء النووية محمد مهندي طهرانجي وزوجته، إلى جانب أربعة أطفال وأربع نساء. وأكدت وزارة الصحة الإيرانية أن الضربات الإسرائيلية أدت إلى مقتل 627 مدنياً على الأقل.

كانت الحرب قد اندلعت في 13 يونيو الجاري، عندما شنّت إسرائيل هجوماً جوياً مفاجئاً استهدف منشآت نووية وعسكرية في إيران، بما فيها مبانٍ سكنية كان يتواجد فيها قادة وعلماء كبار، وأعلنت إسرائيل أن الهدف من العمليات هو منع إيران من تطوير سلاح نووي، وهي تهمة تنفيها طهران بشدة.

في المقابل، ردّت إيران بإطلاق صواريخ ومسيّرات نحو أهداف داخل إسرائيل، وأطلقت كذلك صواريخ على قاعدة أمريكية في قطر عقب تدخل الولايات المتحدة في الضربات الجوية.

تهديدات أمريكية وتعليق التفاوض

رغم سريان وقف إطلاق النار، واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التصعيد، متوعداً بمزيد من الضربات في حال خصبت إيران اليورانيوم لأغراض عسكرية.

وكتب ترامب على منصة "تروث سوشال": "كنت أعرف مكان اختباء خامنئي، ولم أسمح بقتله.. لكني مستعد للتحرك إذا لزم الأمر".

وأضاف أن الولايات المتحدة كانت تدرس رفع بعض العقوبات، لكن بياناً من طهران "ملأه الكراهية" أوقف تلك المساعي.

ورد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على تصريحات ترامب واصفاً إياها بأنها "مهينة وغير مقبولة"، مطالباً بتغيير اللهجة إذا كان هناك نية حقيقية للتفاوض.

استعراض للقوة وتحدٍّ للضغوط

المرشد الأعلى علي خامنئي ظهر في خطاب متلفز، معتبراً أن الشعب الإيراني انتصر في هذه المواجهة، وأن "الكيان الصهيوني فشل رغم دعمه الأمريكي"، مؤكداً أن بلاده لن تخضع لأي تهديدات.

ورغم تصريحات ترامب عن بدء مفاوضات جديدة، نفت طهران وجود أي نية لاستئناف المحادثات النووية في ظل الضغوط الحالية.

شهدت العلاقات بين إيران وإسرائيل تصعيداً غير مسبوق بعد أن شنت الأخيرة هجمات داخل العمق الإيراني استهدفت مواقع نووية وعسكرية رفيعة المستوى، وقد توسعت رقعة النزاع لتشمل تدخلًا أمريكيًا مباشراً.

وتأتي هذه الحرب بعد سنوات من التوتر حول البرنامج النووي الإيراني، الذي انسحبت منه واشنطن عام 2018 في عهد ترامب، وأدى ذلك إلى تصعيد مستمر لم تهدأ حدته رغم محاولات العودة إلى الاتفاق عبر وساطات أوروبية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية